• الجمعة 19 رَمَضان 1445 هـ ,الموافق :29 مارس 2024 م


  • مسائل فقهية




  • الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم .

    وأصلي وأسلم على نبينا محمد الذي أرشدنا للتعلم وحثنا عليه في أحاديث كثيرة .

    أما بعد ، فإن من أجملِ الصفاتِ فيك يا عبد الله أن تكون محباً للعلم حريصاً على الازدياد منه .

    ألا وإن مما يُعابُ على بعضنا أنه مقصرٌ في تعلمِ أمور دينه فلايقرأ ولايسمع ولايحضر مجالسَ العلم ، ولاشك أن هذا حرمانٌ من العلم ويترتبُ عليه ضعفٌ في العلم وزيادةٌ في الجهل والوقوع في الأخطاء .

    معاشر الفضلاء ، إن وسائلَ العلم في زمننا متيسرةٌ بحمد اللهِ بكلِ سهولة ، ومع هذا التيسير العلمي إلا أن هناك زهداً كبيراً في التعلم .


    أيها الكرام ، 
    أتيتُ لكم ببعضِ المسائلِ التي ربما يكثرُ السؤالُ عنها في هذه الأزمنة المتأخرة وقد جعلتها متنوعة فبعضها في الطهارةِ وفي الألفاظ ومسائلُ للنساء وأخرى في البيوع وبين الزوجين وهكذا .

    والأجوبةُ التي اذكرها هنا هي إجاباتُ هيئةِ كبارِ العلماء في هذه البلاد المباركة .

    فمن المسائل مايقوله بعض الرجال " علي الطلاق " ولايكاد يخلو مجلس من هذه الجملة، وهذه على حالتين :

    ١- إن كان يقصد التأكيد أو المنع والتخويف فهذا عليه كفارةُ يمين وهي إطعام عشرة مساكين .

    ٢- والحالة الثانية أن يقصد إيقاع الطلاق فهذا عليه طلقةٌ واحدة ويراجع زوجته مادامت في العدة .

    وللتوضيح فإن كفارةَ اليمين هي إطعامُ عشرةِ مساكين وتكون بشراء وجبة تكفي لعشرة مساكين أو توكيل بعض المؤسسات الخيرية التي لديها خبرة في مجال كفارة اليمين .

    ومنهم من يقول علي الحرام أن لا أفعل هذا الشيء ، فهذا حكمه حكم اليمين فعليه كفارة يمين .

    وبعض الرجال يهدد زوجته ويقول " إذا فعلتِ كذا فأنت طالق ".
    فهذا على حالين :
    ١- أن يقصد منعها وتخويفها؛ فهذا حكمه حكم اليمين فعليه كفارة يمين كما سبق .
    ٢- أن يقصد الطلاق فعليه طلقةٌ واحدة لو خالفتهُ في قولهِ هذا ، وله الحق في مراجعتها مادامت في العدة .

    وفي البيوعِ عدةُ مسائل ، ومنها :
    بعضهم يحلف بالله كاذباً ليبيع سلعته وقد جاء الوعيد الشديد لمن من فعل ذلك فقال صلى الله عليه وسلم " ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب أليم وذكر منهم والمنفق سلعته بالحلف الكاذب .

    وبعضهم لازال يبيع الدخان وهو من المحرمات ، والقاعدة أن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه .

    ومن المسائل في باب الطهارة أن بعض الناس يعتقد أنه لابد من الاستنجاء قبل كل وضوء ، وهذا غير صحيح؛ لأن الاستنجاءَ لايكونُ إلا عند وجودُ الخارجِ من السبيلين من بولٍ وغائطٍ ونحو ذلك، وأما خروج الريح فلا يلزم الاستنجاء منه .

    ومنها أن بعضهم يوسوسُ في طهارته حتى إنه يعيدُ الوضوءَ عدةَ مرات وهذا من نزغات الشيطان .

    والعلاج لهذا : أن يستعيذَ بالله ويعتصم به وأن لايسترسل مع تلك النزغات وأن يجاهدَ نفسه على ذلك وأن يدعو ربه بأن يحميهِ من تلك الوساوس .

    ومن المسائل في باب الجنائز أن من أدرك مع الإمام التكبيرة الثانية أو الثالثة فليعتبرها الأولى له، ثم إذا سلم الامام يكملُ بقيةَ التكبيرات على هذا النحو .

    وبعض الناس يسأل ويقول: نحن نعلم أن أجرَ الصلاةِ على الجنازة هو القيراط وهو كجبل أحد ولكن السؤال هل لو صليت على عدة جنائز فكم لي من الأجر هل هو قيراط واحد ؟ والجواب أن لك من الأجر بعدد الجنائز .

    وبعضهم يسأل ماهي الأعمال التي يجوزُ لي أن أفعلها وأهدي ثوابها للأموات فالجواب :
    الأعمال التي يصلُ ثوابها للميت هي الدعاءُ له والاستغفار له والصدقةُ عنه وصوم النذر والحج والعمرة عنه .

    وبعضُ العلماءِ كابن تيمية يقول : كل عملٍ تعمله يجوز أن تهدي ثوابه للميت .


    ومن المسائلِ للنساء : 
    تساهلُ بعضُ النساء في لبس تلك العباءة المخالفة حتى إنك ليزدادُ عجبك من تلك العباءة الضيقة واللماعة والخفيفة والملونة والمطرزة ، ونقول لتلك المرأة : متى يا ترى كانت العباءة زينة في نفسها .

    أيها الرجال : إن العباءةَ شُرعت لستر زينة المرأة كما قال تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ " .

    ونوجه رسالةً لك أيها الزوج وأنت أيها الأب : كيف تسمحون لنساءكم بشراء تلك العباءات المحرمة وأين غيرتكم من تزينِ نسائكم بتلك العباءات في الأسواق والشوارع ؟
    يجبُ أن تكونوا رعاةً لنسائكم وربنا يقول: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ " .

    ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " ووالله إن العنايةَ بلباسِ زوجتك وبناتك من أعظمِ الواجباتِ عليك .

    ومن المسائل عند النساء أن بعضهن تلبس القصير في مجتمعات النساء بحجةِ أن أمامها نساء ، والعلماء يقولون : إن عورة المرأة أمام المرأة هي مايُستحيى منه غالباً، والمعنى أنه يجوز للمرأة كشف قدميها وذراعها ونحرها أمام النساء ؛ لأن هذا مما جرت به العادة عند المسلمين .

    وأما ما يجري في بعض المناسبات من كشف الساق حتى الركبة ، وكشف الظهر بل وبعضهن تلبس لباساً يظهرُ بعضُ البطن فهذا لايليق بالمسلمات .

    وقل لي بربك كيف تربي تلك المرأة بناتها على الحياء وهم يشاهدونها في المناسبات تلبس اللباس العاري .

    ومن أسئلة النساء هل يجوزُ قص الشعر ؟
    والجواب أن قص الشعر يجوز بشرطين :
    ١- أن لا يكون فيه تشبه بالرجال؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من النساء بالرجال والعكس .
    ٢- أن لا يكون فيه تشبه بالكافرات لأن من تشبه بقوم فهو منهم .

    ومن المسائل لدى بعض المرضى :
    أن بعض المرضى يتساهل في أداء الصلاة وربما تركها لشدة مرضه وهنا نقول له يجب عليك أن تصلي الصلاة في وقتها بكامل شروطها فإن لم تستطع فاجمع بين الصلاتين في وقت إحداهما .
    ويجب على المريض أن يتوضأ فإن عجز فليتيمم .

    ويجب عليه أن يتوجه للقبله فإن لم يستطع فليصل على حاله ولاحرج عليه .
    وكلُ ذلك لعمومِ قولهِ تعالى: " لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا " وقولهِ صلى الله عليه وسلم " إن الدين يسر ".

    وبعض المرضى يتعلق بالطبيب تعلقاً كبيراً ويقول عبارات تدل على ضعف التوكل كقول بعضهم : يا دكتور مالي غيرك ، والواجب أن يكون تعلق المريض بالله مع الأخذ بالأسباب ، قال تعالى: " وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ " .


    اللهم علمنا ماينفعنا وارزقنا التوفيق في الدنيا والآخرة .

    --------------

    الحمد لله .

    وفي التعامل مع الكفار هناك مسائل :

    فيجوز لك زيارةُ الكافر إذا كان بقصد دعوته وتأليفِ قلبهِ على الإسلام كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما زار جارهُ اليهودي وعرض عليه الاسلام .

    ويجوز لك الأكل من طعامهم لو دعوك له كما أجاب النبي صلى الله عليه وسلم اليهود وأكل من طعامهم ، ولكن احذر منهم لو شعرت بكيد منهم .

    ولا يجوز لك أن تظلم الكافر ، مثل أن يكون عاملاً عندك لأن الظلمَ محرمٌ علينا مع كلِ الناس مسلمُهم وكافرهم ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول " واتق دعوة المظلوم ولو كان كافراً فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ".


    وفي باب الزكاة ننبهُ على مسائل مهمة ومنها :

    تحريم التفريطُ في إخراج الزكاة .

    وبعضهم يجهل أحكامَ الزكاة في العقار كالأراضي التي بنية التجارة ، والجهلُ هنا ليس بعذر لوجودِ العلماءِ وإمكانيةِ سؤالِ أهل العلم .

     

    أيها الفضلاء ، إن من عيوبِ بعض الناس أنهم لا يسألون عن الحكم الشرعي قبل القيام بالعمل ، وإنما يسألون بعد ذلك .

    وتوضيحُ ذلك : بعضُ الناس يدخل في مساهمةٍ مالية ويدفع أمواله ثم يسألُ بعد ذلك وربما كانت تلك المعاملة من المحرمات .

    ولو أنه سأل قبل ذلك لكانَ أحفظَ لماله وأتقى لربه .

    ومنهم من يذهب للعمرة ثم يقصر من شعره من أطرافه ثم يرجع لبلده ثم يسأل وهذا لايجوز كما تعلمون لأن الحلق أو التقصير يكون للرجل لكاملِ الشعر وليس لجوانبه ، فماذا يضر هذا أن يسأل أو يتعلم قبل أن يذهبَ للعمرة .

    والأمثلةُ كثيرة التي تبين أن بعضَ الناس يفعلُ العبادة بلا علم ويظن أن عبادته صحيحة .

    أيها الكرام إن طلبَ العلم والتعلم ليس عيباً بل هو من أشرف الأعمال ودليل الخيرية ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ). رواه البخاري ومسلم .

    فيا أيها المسلم ، تعلّم دينك واقرأ وابحث واسأل قبل أن تعمل لكي تعبدَ اللهَ على بصيرة .

    يا أخي لأن يزيدَ عمرك ويزيدُ علمك خيرٌ من أن يزيد عمرك ويزيد جهلك .

    اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا .
    اللهم احفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها ومابطن .
    اللهم احفظ ولي أمرنا بحفظك واجعله عوناً لعبادك المسلمين .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    امتحان القلوب

    0:00

    الأعمال الصالحة

    0:00

    مسائل الجاهلية ( المسائل من 4 الى 8 )

    0:00

    زيارة للسجن

    0:00

    المرأة وبر الوالدين

    0:00



    عدد الزوار

    4100548

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1589 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة