• الاربعاء 15 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :24 ابريل 2024 م


  • ومضات في عشر ذي الحجة

  •  
    الحمد لله الذي يخلقُ مايشاءُ ويختار .
     
    الحمد لله الذي اختارَ لنا مواسمَ لنتزودَ فيها من الصالحاتِ التي توصلنا إلى الجنات .
     
    والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أرشدنا إلى اغتنام الحياة في الباقيات الصالحات وأخبرنا بأن أفضل أيام الدنيا هي العشر الأوائل من ذي الحجة .
     
    أما بعد ، فياعباد الله اتقوا الله حق تقاته واعلموا أن نفحات العشر الأوائل من ذي الحجة، بخيرها وبركتها قد دخلت علينا .
     
    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر- قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ 
     
    قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء» – رواه البخاري.
     
    فتنافسوا فيها معاشر المسلمين في صالح الأعمال كالصلاة والصيام، والقيام، وتلاوة القرآن، وصوم عرفة، والأضحية، والحج للمستطيع، وصلة الرحم، وغيرها من العبادات.
     
    إنها لساعاتٌ جليلةٌ ورفيعةُ القدر عند الله ..
     
    واعلم – أخي المسلم – أن فضيلةَ هذه العشر جاءت من أمورٍ كثيرة ومنها:
     
    أولاً : أن الله تعالى أقسمَ بها : والإقسامٌ بالشيء دليلٌ على أهميته وعظيم نفعه ، قال تعالى : { والفجر وليال عشر } قال ابن عباس وغيرهِ من علماء التفسير  : إنها عشر ذي الحجة .
     
    ثانياً : أن الله تعالى سماها في كتابه ” الأيام المعلومات ” ، وشَرَعَ فيها ذكرهُ على الخصوص فقال سبحانه : { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } ، وقد جاء في بعضِ التفاسير أن الأيامَ المعلومات هي الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة .
     
    ٣- أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد بأنها أفضل أيام الدنيا كماجاء في الحديث الصحيح .
     
    ولا شك أن الأعمال الصالحة في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى منها في غيرها؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما من أيام أعظمُ عند الله ، ولا أحبُ إليه العملُ فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد . رواه أحمد .
     
    ٤- أن فيها يومُ عرفة وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الدّين وصيامُه يكفّر سنتين ، ، وهو يومٌ عظيم يُعد من مفاخر الإسلام .
    وله فضائلُ عظيمة ، لأنه يومُ مغفرةُ الذنوب والتجاوز عنها ، ويوم العتق من النار ، ويوم المُباهاة .
     
    عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : ” ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله عز وجل فيه عبداً من النار ، من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة ، فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ رواه مسلم .
     
    ٥- أن فيها يومُ النحر الذي هو أعظمُ أيام السنّة على الإطلاق وهو يومُ الحجّ الأكبر الذي تجتمعُ فيه من الطّاعات والعبادات ما لا يجتمع في غيره .
    وهو يومُ العاشر من ذي الحجة ، الذي يُعد أعظم أيام الدُنيا كما روي عن عبد الله بن قُرْط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النحر . رواه أبو داود .
     
    ٦- أن فيها الأضحية والحج . والله تعالى يحبُ قصدَ بيته من الآفاق، ويحب إراقة الدم تعظيماً لحرمته، وإقامةً لشعائره، فانظر كيف تجتمع في هذه الأيام أبوابٌ من الفضائل لا تجتمع في غيرها من الأيام.
     
    عباد الله ..

    إن من الأعمالِ الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحرصَ عليها في عشر ذي الحجة:
     
    - المحافظةُ على الصلواتِ في أوقاتها ومع الجماعة في المساجد ، قال تعالى " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ".

    - ومن الأعمال الجليلة :
    الإكثارُ من صلاةِ النافلة ، كصلاةِ الضحى والسننُ الرواتب التي قبل الصلاة وبعدها ، وقيام الليل وغيرها .
    وفي الحديث الصحيح " إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة " .
    فاجتهد ياعبدالله في كثرة الصلاة التي تقربك إلى مولاك وترفع درجاتك عنده .
     
    ومن الأعمال المستحبة هذه الأيام :
    - الصيام، فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة . 
    لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العملِ الصالحِ في أيام العشر ، والصيامُ من أفضل الأعمال ، وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي : قال الله : كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به . أخرجه البخاري
     
    وقد ورد في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسعَ ذي الحجة . 
     
    ومن الأعمال المستحبة في هذه الأيام :
    التكبير : فيسن التكبيرُ والتحميدُ والتهليلُ والتسبيحُ أيام العشر .
    والجهرُ بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكلِّ موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة ، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى. 
    يجهرْ به الرجال وتخفيه المرأة، قال الله تعالى : ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام )  .
     
    وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( الأيام المعلومات : أيام العشر ) .
    وصفة التكبير : الله أكبر، الله أكبر -لا إله إلا الله ، والله أكبر، الله أكبر- ولله الحمد ، وله صفات أخرى .
     
    والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل ، فينبغي الجهرُ به إحياءً للسنة وتذكيراً للغافلين .
    وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبرُ الناس بتكبيرهما .
    والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع.
     
     
    اللهم بارك لنا في هذه الأيام ويسرنا للأعمال الصالحة فيها يارب العالمين . 
     
    ----------------------

    الحمد لله وبعد ...
     
    معاشر المسلمين ..
    وإن من الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستحسانها .
    وهذا نداء إلى من عزم على الأضحية :
     
    يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي ، فلا يمس من شعرهِ ، ولا من بشرهِ شيئاً ) رواه مسلم .
    فمن أراد أن يضحي ودخلت عليه العشر من ذي الحجة فلا يأخذ شيئاً من شعره ولا من أظافره ولا من بشرته ، وهذا الحكم خاص بالمضحي دون المضُحَّى عنه ، ومن أخذ من ذلك شيئاً فأضحيتهُ صحيحةٌ بإذن الله .
     
    فاغتنموا عبادَ الله هذه الأيام بالأعمالِ الصالحةِ من برٍ وصلةِ رحمٍ وصدقةٍ وذكرٍ لله تعالى ، وكثرةٍ للنوافل ، وقراءةِ القرآن بتدبرٍ وخشوع ، وكثرة الدعاء إلى الله عز وجل .
     
    اللهم وفقنا للأعمال الصالحة وارزقنا القبول يارب العالمين .
    اللهم يسر للحجاجِ حجهم واحفظهم أينما كانوا وردهم إلى بلادهم سالمين .
    اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عنا .
    اللهم كن للمسلمين في كل مكان .
    اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
    سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .


    مكتبة الصوتيات

    ( باب الذكر عقب الصلاة ) ( 1) (من كتاب عمدة الأحكام

    0:00

    أشراط الساعة - 2

    0:00

    الداعية واستخدام القصة

    0:00

    مسائل في البيوع

    0:00

    ادع إلى سبيل ربك

    0:00



    عدد الزوار

    4154679

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة