• الجمعة 17 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :26 ابريل 2024 م


  • أعمال يحبها الله



  • الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى وعلى آله وصحبه ومن على آثارهم سار واهتدى .

    أما بعد ،،

    معاشر المسلمين .

    اتقوا الله حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى ، واعلموا أن الله يعلمُ ما في أنفسكم فاحذروه .

    فيا يأيها الناس اتقوا الله وانظروا محابه من الأعمال فاحرصوا عليها، ومباغضه منها فاجتنبوها، فإن ذلك من علامات الفلاح.

    عباد الله .
    إن من عقيدة أهل السنة والجماعة، إثباتَ صفة المحبة لله، فالله -جل جلاله- يُحِب ويُحَب، فمحبته سبحانه كما يليق بجلاله، يوصف بمحبة لا تشبه محبة المخلوقين، بل هي محبة تليق بالله كإله -جل في علاه-، والله سبحانه لا يشبّه بخلقه؛ لأنه سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

    أيها المؤمنون ، إن الله سبحان يحب أعمالاً ويجزي عليها الأجر العظيم، فعلى المسلم أن يتتبع تلك الأعمال ويحافظ على أدائها، لينال الأجر الكبير في العمل اليسير.

    وإن من أهم الأعمال التي يحبها الله هي الأعمال التي أوجبها على خلقه، كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله تعالى : وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه". 

    فانظر  إلى تلك الواجبات من الأعمال فحافظ عليها لتنال الأجر العميم من الله سبحانه.

    أيها المسلمون ،،

    لقد نوّع الله سبحانه الأعمال التي يحبها؛ ولهذا سنعرض لبعض منها لينتبه لها المسلم، فيحرص على المحافظة عليها لينال بركة أجرها، فمن تلك الأعمال:

    أن الله سبحانه يحب المحسنين كما قال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

    والإحسان باب عظيم لا يفي المقام لعرضه، فما استطعت إليه سبيلاً من الإحسان فأحسن ، بدءًا بمعاملتك مع ربك ، وانتهاءً بمعاملة البهائم ، فالإحسان من علامات أهل الإيمان ، بل من علامات أهل الإحسان ، والإحسان أعلى مراتب الدين.

    ومن الأعمال التي يحبها الله سبحانه: القسط ، كما قال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) .

    والقسط هو العدل، والعدل باب واسع، وهو يشمل جميع التصرفات، والمعاملات، مع النفس والآخرين، فإن أردت أن يحبك الله ويأجرك الأجر العظيم، فكن عادلاً في نفسك وأهلك والآخرين، ومن عدل في ذلك فإن العدل حليفه، وييسر الله له من يعدل معه، ويبعد عنه ظلم الآخرين، فضلاً عن الأجر العظيم جزاء عدله مع نفسه والآخرين، فالمقسطون على منابر من نور يوم القيامة.

     

    ومن الأعمال التي يحبها الله سبحانه : التقوى، كما قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ).
    والتقوى: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، بفعل الطاعة واجتناب المعصية، فالمتقي لا يذنب لأنه يتقي الذنوب، ولكنه إن غفل فأذنب سارع بالتوبة.

     

    ومن الأعمال التي يحبها الله الصبر ، ( إن الله يحب الصابرين ) .
    فكن ممن يصبر على الطاعات بأنواعها ، وعلى الأقدار المؤلمة ، وعن المعاصي لتفوز بمحبة الله لك .

     

    ومن الأعمال التي يحبها الله ، التوبة من الذنوب، فالله يحب من العبد أن يتوب من ذنوبه ويبادر بها، ولو كثرت ذنوبه ولو رجع إليها بعد توبته ، كما قال تعالى ( إن الله يحب التوابين ) .

    اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا رب العالمين…

     

    ----

    الحمد لله ،،

    أما بعد ،، 

    فيا أيها الناس: إن الحياة الحقيقية هي التي يكون المرء فيها على الطريق الذي يحبه الله، فكل ما في الوجود ينقلب له محبًا بحب الله له، كما أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض".

    وإن من أهم الأمور الجالبة لمحبة الله ، أن نتلمس الأعمال التي يحبها الله فنعمل بها ونحافظ عليها ، ونجاهد أنفسنا في المواظبة عليها .

     

    ومن الأعمال التي يحبها الله سبحانه : إتقان العمل سواء مع الله أم مع الخلق، وأن يراقب العبد ربه في عمله، فتدعوه تلك المراقبة إلى الإخلاص وإخراجِ العمل في أحسن صورة.

    كما أخرج البيهقي من حديث عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.

    ومن الأعمال التي يحبها الله: السهولة في المعاملة، وطلاقة الوجه، وعدم التشدد .

    أخرج البخاري من حديث جابر قال -صلى الله عليه وسلم-: "رحم الله عبدًا سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا قضى، سمحًا إذا اقتضى". 

    ومن الأعمال التي يحبها الله: الإلحاح في الدعاء، وذلك بكثرة الطلب وتكراره كل حين، كما أخرج البيهقي من حديث عائشة قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يحب المُلحِّين في الدعاء".

    فالله -سبحانه وتعالى- كلما سألته كنت أقرب إليه، وأحب إليه، وكلما ألححت عليه في الدعاء أحبك، ومن لم يسأله يغضب عليه. وهذا هو غاية الكرم والجود.

    ومن الأعمال التي يحبها الله ، أن يحرص المسلم على معالي الأمور، وأن يبتعد عن سفسافها، كما أخرج الحاكم من حديث سهل بن سعد قال -صلى الله عليه وسلم-: " إن الله يحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها ".

     

    اللهم وفقنا لما تحب وترضى ..
     


    مكتبة الصوتيات

    تأملات في سورة الانفطار

    0:00

    همسة أمل

    0:00

    تلاوة من سورة الإسراء - 94-100

    0:00

    لماذا تحركت القرية ؟!

    0:00

    التميز في ثلاث

    0:00



    عدد الزوار

    4161575

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة