في كل بيت توجد فتيات، وفي حياة الفتيات أفراح وأحزان، وحسنات وسيئات، وفي مجتمع الفتيات تقليد للكافرات، وتبرج وسفور، وفيه اتّباع للصحابيات والصالحات، وحياء وسرور .
هيا معي لنشاهد سوياً " مشاهدات في عالم الفتيات " نتجول في تلك المشاهد مع قصص تحمل بين ثنايها الجوانب المشرقة في عالم الفتيات، ويوجد بين صفحات هذه القصص بعض المآسي في مجتمع الفتيات .
أذكركم بها أيها الآباء والأزواج لعلكم أن تدركوا بعضاً من الأخطار التي تدور حول تلكم الفتيات ، ولتفرحوا أيضاً بما يسر من حسنات الفتيات .
المشهد الأول: في ذلك الحي نشأت تلك الفتاة المحبة للقرآن، وكان من أجمل الأخبار لها أن تم افتتاح داراً لتحفيظ القرآن في المسجد القريب منها، فكانت تلك الفتاة مبادرةً للالتحاق بها، وكلها شوقاً لأن تكون من الحافظات لكتاب الله ، وماهي إلا سنوات ثلاث وتفوز صاحبتنا بلقب " الخاتمات ".
وهكذا تقضى الساعات والشهور والسنوات مع نور تلكم الحلقات.
المشهد الثاني: بين أروقة الجامعات نشاهد تلك الفتاة التي تخلت عن أنوثتها وفطرتها وبدأت تقلد الرجال في لبسها وشخصيتها وصوتها، عجباً لها أين والدها الذي يراها في البيت وهي بسلوك عجيب ينافي فطرة الفتيات، بل أين أخاها الذي يزعم الرجولة وهو يسكن مع تلك المسترجلات .
ولن أنس تلك الفتاة الأخرى التي كان قرارُها أن تتخذ فتاةً عشيقة لها لتكون ساكنة الروح ومستودع الحب إنها " بوية " ، حيث يتم التعارف في البداية ، ثم نمت العلاقة حتى كان العشق بينهما ثم الممارسات التي يندى لها الجبين .
إنها ظاهرةٌ بدت وانتشرت في عددٍ من الجامعات مما يُنذر بخطر شديد على فتياتنا ، فيا ترى أين رعاية الأمهات ، وأين دور أساتذة الجامعات عن توجيه الفتيات لخطر ذلك وعلاجه قبل استفحاله .
المشهد الثالث : لتلك الفتاة الصابرة المحتسبة ؛ حدثني صاحبي محمد وقال : نزل المرض بأختي وأحاطت بها الهموم وتكالبت على جسدها أنواعاً من الآلام ، ثم ترقد في المستشفى وفي نهار ذلك اليوم يقول صاحبي : دخلت على أختي وإذا بها تكلمني وتقول : سمعت صوتاً يهاتفني ويقول " بقي قليل وتبلغين الفردوس ". ثم تدخل في غيبوبة ، ثم تخرج من الحياة .
ولعلها وصلت إلى الفردوس ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) إنه مشهد الصبر على البلاء والثبات عند الأزمات وقصص الصالحات في هذا متواترة ومشهورة .
المشهد الرابع : في بريطانيا كان صاحبي في دورة عسكرية، يقول : مررنا في طرق من طرق المدينة ورأيت عجباً .
قلت : وما رأيت؟ قال : رأيت مجموعة من النساء اللواتي يلبسن الحجاب الشرعي الكامل حتى قفازات اليد ولباس القدم " سواد في سواد " فالتفتنا في ناحية المكان وإذا بهن يخرجن من مدرسة إسلامية في ذلك الحي . يا الله ، حجاب ولكن في بريطانيا .
المشهد الخامس : في ذلك السوق تتألم حينما ترى تلك الفتاة التي تلبس تلك العباءة الفاتنة والمطرزة ، وأخرى متبرجة ، وثالثة ترفع يديها التي لم تتجمل بالقفازات ، يا ترى لماذا خرجت تلك الفتاة؟ ولمن تتجمل ؟ وهل أصبح السوق مكاناً تعرض فيه جمالها .
أيها الأب ، أيها الزوج ، إنك مسؤل عن لباس أسرتك ، وربنا يقول: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ) ويقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) فكن قيّماً على نساءك برعايتك وتأديبك وحزمك، ولاتكن ممن يضع بناته في السوق ويذهب ولايعود إلا بعد ساعات .
إن السوق مليء بضعاف النفوس ، والنساء قد يغفلن عن مصائد الشيطان .
المشهد السادس: وراء القضبان دخلتُ ذلك السجن للمشاركة في كلمات توجيهية لإخواننا هناك ، فقال المسؤل هناك : هل تريد سماع أصوات أطفال رضع ؟ قلت : ما جريمتهم ؟ فقال : نتيجة اتصال من تلك الفتاة الغافلة مع ذلك الشاب ، وحينها بدأ وهم الحب وتنامى ، وبعد أيام تقرر الفتاة أن تخرج معه .
ثم كان اللقاء الذي يحمل وعوداً بالزواج ووقعت الجريمة ، ثم حملت تلك الفتاة بالجنين بل بالعار الذي سيلتصق بها أمد الدهر ولكنهم يفتضحون ويقبض عليهم ثم يكون السجن منزلاً لهما .
وتجري أيام الحمل الآثم ثم يتبرأ الوالد من ابنته ويخرج الولد ليتربى خلف أسوار الحديد، فمن المجرم هنا ؟
المشهد السابع : هناك وفي تلك الطائرة المتجها لتلك الدولة يتكرر مشهد مؤلم وهو أن ترى تلك الفتاة وهي ترمي بالحجاب في حقيبتها حينما يعلن مشرف الطائرة اقتراب النزول في تلك الدولة ، ياترى لماذا ترمي تلك الفتاة بحجابها هناك .
والعجيب أنها حينما ترجع إلى بلدها تقوم بإخراج الحجاب والعباءة لتلبسه قبل النزول في المطار ، يا حسرتاه علينا إذا كنا نتمسك بالحجاب في بلد دون بلد .
المشهد الثامن : في ذلك المنزل فتاة قاربت الثلاثين ، تعاني من والدها الذي حرمها من الزواج بسبب راتبها ، أو لعله منعها بسبب عاداتٍ جاهلية ليرغمها على اختيار قريبٍ لها، إنه ظلمٌ كبير أيها الأب أن تكون من هذا الصنف .
إن ابنتك بحاجة إلى رجلٍ تكمل معه مسيرة الحياة ، تحتاج إلى رجلٍ يشاركها رحلة العمر ، يخدمها ، يمنحها العاطفة والحنان ، ابنتك تحتاج إلى أسرةٍ جديدة فيها الزوج والابن والبنت .
يا ولي الأمر، عد إلى صوابك ، واستيقظ من غفلتك ، وامنح ابنتك حرية الاختيار لشريك الحياة .
وحينما يكون الوالد ميتاً قد يمارس بعض إخوتها نفس الأسلوب ويمنعونها من الاختيار للزوج المناسب .
المشهد التاسع : فتاة في عمر الزهور تنشأ في بيت أمها المطلقة، أما والدها فمشغول بزوجته الثانية، وأما والدتها فهي في بين السوق ومواقع التواصل .
وتجري أيام الفتاة وهي بين القنوات ومواقع التواصل ، وتعبث بدخول المواقع والألعاب التي تخدش الحياء، وفي تلك المرحلة تبحث الفتاة عن أمٍ تهتم بها أو والدٍ يقضي حوائجها، تنتظر قبلةً من والدها أو عناقاً من والدتها لعل تلك العواطف أن تحفظها من البحث عنها في مكانٍ آخر .
المشهد العاشر: فتاة تجاوزت العشرين ، ثم يبدأ الرجال بالتقدم للزواج منها ، ويغفل الوالد عن الانتقاء المتميز لابنته باختيار الزوج الصالح، وتوافق الفتاة على ذلك الشاب الذي لم يحمل معه مبادئ التدين وحسن الخلق .
ويتم الزواج، وتمضي أيام العسل ، وبعد شهور ، يظهر الشاب على حقيقته ، وتنكشف سريرته ، ويبدو المكر والفجور في حياته ، فهو في بين السهر والسفر ، تاركٌ الصلوات ، وممن يتعامل بالحرام في سائر شؤونه ، فتصبر تلك الفتاة على كلماته البذيئة وأخلاقه السيئة .
ثم يزاد جرمه وإثمه فتقرر الخروج من حياته لتكون في قائمة المطلقات .
ثم يرمي المجتمع عليها أصناف التهم والإشاعات ، وتجد العداء من والديها وإخوانها ، فهي بين نيران الطلاق وجحيم الأسرة التي كانت تنتظر منهم الوقوف معها في مصيبتها . فيا أيها المجتمع رفقاً بالمطلقات .
المشهد الحادي عشر: مشهد الهاربات من البيوت ، هم فئة من بعض الفتيات اللواتي يقعن في بيوت تمتلأ بالخلافات داخل الأسرة وخاصةً بين الوالدين ، وقد تشاهد الأب وهو يضرب أمها ، بل قد تتعرض الفتاة لإهانات من والدها أو إخوتها نتيجة بعض التصرفات ، ثم تقرر الفتاة الهروب ولكن إلى أين . ومع من ؟ ولك أن تسأل رجال الحسبة ورجال الأمن عن الفتيات الهاربات .
فيا أيها الآباء كونوا على يقين أن البيوت التي تمتلأ بالخلافات لابد وأن تؤثر على الحالات النفسية على الأبناء والبنات .
وفي سياق قريب من هذا يقول صاحبي : اتصلت بي تلك الفتاة وقالت : والدي قد ماتا وإخوتي يتعاملون بالمخدرات ووالله إنهم يضربوني وأنا في حالةٍ نفسية سيئة فماذا أفعل ؟ هل أهرب ولكن إلى أين ؟ وماذا أفعل بإخوتي الذين يضربوني ؟
المشهد الثاني عشر: فتياتنا والقنوات؛ بعض فتياتنا يعشقن القنوات الآثمة فهي بين قنوات الرقص والغناء وأفلام الحب والغرام ، وهناك تتحرك الغرائز وتتجه نحو شواطئ الحرام ، وحينها تبدأ نزغات الشيطان ، وربنا يحذرنا ويقول: ( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) .
فيا أيها الأب اتق الله في سكوتك عن تلك القنوات ، واحفظ وقت بناتك أن يُقضى أمام تلك الشاشات فأنت والله أول من سيحاسب بين يدي الله، وأنت أول من سيرى آثار تلك القنوات على عفاف الفتيات .
المشهد الثالث عشر: مواقع التواصل وما تحتويه من صور وفيديو .
يا ترى كم من فتاة تساهلت بمشاهدة الصور المحرمة عبر جوالها، وكم هي المواقع التي ترسل إليها نظراتها .
إن الجوال سلاح خطير وقد يكون بوابة الانحراف لتلكم الفتيات، والرقابة الحكيمة من الوالدين تساهم في علاج ذلك الخطر التقني .
إن هذه المشاهدات بعض مما تم التقاطها من حياة بعض الفتيات، لست مبالغاً في سردها، ولعلي تركتُ بعض القصص التي تحمل بينها جحيماً أشد .
ومضة : أدرك ابنتك وأختك وزوجتك، والسعيد من وعظ بغيره .
مكتبة الصوتيات
أخطاء في الدعاء
0:00
تأملات في سورة العلق
0:00
رمضان ميلاد جديد
0:00
باب جامع من كتاب عمدة الأحكام ( 1)
0:00
لا تكن من هؤلاء
0:00
عدد الزوار
4970399
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |