• السبت 25 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :04 مايو 2024 م


  • قصص عجيبة للنساء مع حلقات القرآن



  • من أحسن ماتقضي فيه الفتاة والمرأة - وقتها - هو حلقات القرآن ، التي توجد بحمد الله في كثير من بلاد المسلمين ، وقد وقفتُ على بعض القصص وسمعتها من صاحباتها .

    القصة الأولى :

    في عصر ذلك اليوم زارني أحد الشباب بصحبة والدته - التي تجاوزت الستين - لأجل استشارة تتعلق بالرقية ، وبعد سماع كلام والدته .

    تبين أنها تعاني من ضعف في البصر في العينين وبعد الكشف الطبي لم يظهر أي سبب لذلك ، فأوصيتها بالرقية وأعطيتها برنامج مناسب لها .

    ثم قلت لها ياوالدة : اتركي حلقات التحفيظ لفترة بسيطة حتى تتعالجي من هذا التعب .
    فقالت : ياولدي هذا القرآن ما أقدر ابتعد عنه ، والحلقات تساعدني في الحفظ وخاصة أنني انتهيت من سبعة أجزاء .

    فتعجبتُ من شدة محبتها للحلقات ، ومن تعلقها بالقرآن مع أنها تجاوزت الستين من العمر ، وتعتمد على العصا وتمشي بصعوبة مع ضعف في البصر .

    فما أعجب الهمم عند بعض النساء .


    القصة الثانية : 

    في عصر ذلك اليوم ، راجعتني تلك المرأة التي تبلغ ( ٥٣ ) سنة مع ولدها ، تطلب بعض الاستشارات في موضوع الرقية ، ومع الحوار معها .
    قلت لها : عليك بالقرآن فهو الشفاء .

    قالت : أبشرك يا شيخ أنا مسجلة في حلقة تحفيظ من ١٥ سنة ، وكل سنة احفظ جزء واحد ، وفي رمضان والإجازات اسجل في الدورات القرآنية التي تكون في المساجد .

    حينها تعجبتُ من استمرارها لهذه السنوات الطوال مع حلقات القرآن .

    وأعطتني درساً في الصبر على الحفظ ؛ حيث أن حفظها ضعيف ولذلك فإنها خصصت جزءاً لكل سنة ، وتأمل كيف استثمرت وقتها في الإجازات مع القرآن .

    إنه القرآن ، من عاش معه ؛ جعل كل حياته له .

     
    القصة الثالثة : 

    ذهبتُ في زيارة إلى عمتي - في إحدى قرى جنوب المملكة - وكانت تبلغ من العمر " 70 سنة " وسلمت عليها وتفاجأت بأنها تعطيني شهادة من مدارس التحفيظ النسائية ، وقالت : أبشرك بأني حفظت جزأين وأعطوني مكافأة .

    فسألتها : هل تقرأين جيداً ؟

    قالت: لا. ولكن أحفظ بدون قراءة ، بكثرة التكرار.

    قلت : وكم عدد الطالبات في الدار ؟

    قالت : خمسين امرأة ومائة من الفتيات.

    قلت : وكيف تذهبين ؟

    قالت : نذهب بالباص ، ولله الحمد .

    وانتهى الحوار ، ولم ينتهي تعجبي من همتها مع أنها لا تقرأ وعندها أعمال من رعي الغنم ورعاية البيت ولا ولد لها ولا بنت ، ولكنها الهمم التي سكنت الأرواح .


    القصة الرابعة : 

    قال صاحبي : والدة زوجتي ، فقدت البصر منذ زمن طويل ولكن الغريب أنها من طالبات القرآن ، تذهب للحلقة بصحبة ابنتها ، وتحفظ بصعوبة وتراجع ما يتيسر .

    وفي الأوقات التي تتعب من الذهاب للحلقة تتصل ببعض المساجد الذين لديهم تحفيظ عن بعد ، وتواصل حفظها وتسميع المحفوظ عن طريق الهاتف ، ومن عجيب حالها أنها لا تترك صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع .

    يقول صاحبي : كلما زرت عمتي أشعر بعلو الهمة والطموح نحو المعالي .

    قلت : ما أعظم الفرق بين من فقد البصر ومن فقد البصيرة .

    ختاماً ، ياترى أين نحن من الاقتداء بهذه الهمم في حفظ القرآن والتسجيل في الحلقات المباشرة أو التي عن بعد ؟

    إن البعض قد يستغرب من هذه القصص ، مع أنها جزء يسير من همم النساء مع تقدم أعمارهن ، وأعتقد أن هناك قصص أكثر منها غرابة في علو الهمة في المداومة على القرآن .

    إن بركة القرآن ستحيط بك كلما أعطيته جزء من وقتك وهمتك .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    الإيمان بالرسل

    0:00

    إلا تنصروه فقد نصره الله

    0:00

    سورة المعارج

    0:00

    مقاصد الزواج

    0:00

    الزيارات الدعوية

    0:00



    عدد الزوار

    4183125

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة